الحلقة العاشرة )
..................... أصدقائي وقرائي الأحباء ....تعالوا معي نتابع أحداثا جديدة من الفصل الاول ( السقوط في الوحل ) من روايتي الطويلة ( رياح شيطانية ) وهي الحلقة العاشرة فأعيروني انتباهكم :
( ..الا أن الدكتور زهير لاحقه قائلا :
-- آه نسيت ياحسين علي فكرة انت عارف قصري طبعا ؟
-- طبعا يادكتور في شارع الذكريات ..من شارع الهرم ....زرتك فيه مرة بعد حفلة التخرج في الكلية
--- عظيم ..أنا في انتظارك بعد انتهاء ورديتك في العاشرة ليلا لكي أحدثك في أمر هام
-- تحت أمرك يادكتور سأكون عند حضرتك في الموعد
انصرف زهير الي عنبر الجراحة قاصدا حجرة مريض القلب الذي اتي بالامس ووجد في انتظاره الدكتورة هويدا التي كانت تتابعه في قلق بالغ ...فلقد ساءت حالته الي درجة خطيرة ولم تستطع هويدا فعل شيئ له ...فتدخل زهير بعد الكشف عليه عليه بقرار سريع بتجهيز غرفة العمليات علي الفور وأمر احدي الممرضات بالذهاب بسرعة لاحضار الدكتور حسين في الحال ...حيث كان هذا المريض يصارع الموت بعد ان انتابته حالة مفاجئة من ارتفاع خطير جدا في الضغط 190/120 وجلطات متوالية في الشرايين التاجية الواحد تلو الآخر ....وفي لحظات كان المريض في غرفة العمليات المجهزة باحدث التقنيات الطبية الفائقة ..كثفت الممرضات نشاطهن وجاء طبيب التخدير ...وبعد ان تعقم قام بتخدير المريض ومن بعده الدكتور زهير وهاهو الدكتور حسين قد اتي بعد ان خبرته الممرضة ان يقوم بتعقيم نفسه متهيئا لدخول عمليه قلب مفتوح خطيرة جدا للمريض الذي يصارع الموث وعندما قامت الدكتورة هويدا بالدخول هي الاخري بعد ان اجرت عملية التعقيم ...بالدخول الي غرفة العمليات لحضور عملية القلب المفتوح فهو مريضها وهي المتابعة لحالته ...منعها زهير بكل حزم دون أن تفهم السبب ...فتراجعت غاضبة ...في مفاجئة أذهلتها ..انتظرت بالخارج وهي في قلق بالغ ...أما في داخل غرفة العمليات فقد كان زهير وحسين وفريقهما في صراع رهيب من أجل انقاذ هذا المريض الذي يتعرض لجلطات متوالية تطلبت تغيير كل شرايينه التاجية بل والتاجي الرئيسي ايضا ...اثني عشر ساعة قضوها في قتال وصراع مع الحالة ...ولكن للاسف سبق السيف العزل ....قال القدر كلمته ...وفارق المريض الحياة ...عندما توقف القلب تماما ولن تفلح كل المحاولات المستميته معه لكنه ابي ان ينبض من جديد ..كان الموت اسرع من مشرطهم علي الرغم من شق الصدر وتغيير الشرايين كلها بعد ان اخذوا من ساقيه كل الوصلات الشرايينية الا ان القلب المنهوك تعب ولم يعد قادرا علي الاستمرار في تلك الحياة ...استطالت صفارات جهاز النبضات بالخط المستقيم معلنة رسميا انتهاء الحياة بالوفاة ...حينئذ توقف زهير عن محاولاته البائسة فجلس منهارا الي مقعد قريب واضعا راسه بين كفيه ونظر الدكتور حسين منزعجا الي استاذه ثم الي طبيب التخدير ومن ثم الي الممرضتين اللتين أعياهما الاجهاد التام ...وفزعتا لوفاة المريض ....لحظات مرت من الصمت كأنها سنوات عجاف ...بعدها وبكل غضب أمر زهير الجميع بمغادرة غرفة العمليات الا الدكتور حسين حيث طلب منه البقاء ...وبعد ان غادروا قابلتهم الدكتورة هويدا التي كانت نائمة علي كنبة الانتظار الداخلي للاطباء والممرضين ...فسالتهم عن العملية وعن المريض فلم يردوا عليها نهائيا ممازاد من جنونها وتساءلت في نفسها
( -- لماذا تصرف الدكتور زهير معي هكذا ؟!!! لماذا هو دائما يفضل علي حسين ذلك البغيض الأجرب ؟!!!)
أيقنت هويدا اخيرا من مشهد الممرضتين وطبيب التخدير المزعج ان المريض قد توفي لتوه فحاولت الدخول الا أن الباب كان موصدا ..فأصرت علي البقاء في مكانها لمقابلة الذكتور زهير وجلست حائرة في صمت قاتل ....وبالداخل كانت هناك مفاجئة مذهلة لحسين محفوظ ....اذ قام أستاذه الذي لم يضع وقتا ..فأخذ مشرطه وقام بفتح جنبي جثة المتوفي من دقائق ثم قام بكل مهارة باستئصال الكليتين ...ثم قام بفتح آخر في البطن وقام بقطف الكبد ووضع كل عضو في مكان مخصص لحمايته وأغلق عليه باحكام ...ثم عاد الي الجثة وقام بخياطة كل الفتحات كما كانت ....حدث ذلك أمام حسين الذي ظل يتابع استاذه في ذهول كاد يودي به الي الجنون ...والذي لم يكن يعره اهتماما حتي فرغ من فعلته ثم ضغط علي زر بجواره ...فجاءه رجلين يرتديان ملابس الممرضين فحملا الجثة بعد تغطيتها علي نقالة وأسرعا بها الي ثلاجة المستشفي ...)
.........................................................................................................
والي هنا تنتهي حلقة اليوم ...ونتابع غدا بمشيئة الله تعالي احداثنا الجديدة في الحلقة الحادية عشرة ....اشكركم لحسن متابعنكم والي اللقاء ...
...........................................
تحياتي لكم / اخيكم / الكاتب
عاطف عبد الله
........................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق