الأحد، 7 أغسطس 2016

( الحلقة الرابعة عشرة ) تحياتي لكم / الكاتب عاطف عبد الله


( الحلقة الرابعة عشرة )
...........................
أصدقائي وقرائي ومتابعي الأحباء .....هيا بنا نستكمل المسيرة لنري ماذا حدث من جديد في روايتي الطويلة ( رياح شيطانية ) ...من الفصل الاول ( السقوط في الوحل ) ...وهاهي الحلقة الرابعة عشرة .....فأعيروني انتباهكم ......
( الذين كان يسمع عنهم ويشاهدهم في المسلسلات التليفزيونية والافلام السينمائية أو يقرأ عنهم في الكتب والمجلات التي تهتم بأخبار أهل الصفوة والمجتمع الراق ...وهاهو وسطهم يستقبلونه بحفاوة خصوصا تلك السيدة التي لامست أناملها الرقيقة الناعمة أصابعه التي ما زالت خشونة الريف محفورة فيها ..جلس حسين محفوظ ساكنا وما زال الخجل يطويه والحمرة قد اعتلت وجنتيه كالعذراء ليلة زفافها ...حتي قطع زهير خياله الذي يسبح فيه بان عرفه علي باقي عائلته فهاهو يسري ابنه الأكبر في السنة الثانية في كلية الشرطة ثم ابنه صلاح الذي يصغر أخيه بعام واحد وهو طالب في كلية الطب بالسنة الأولي ....جلس الجميع بعد أن عرفهم زهير بتلميذه النجيب ثم راح يثني عليه قائلا : 
-- في الحقيقة أنا فخور بالدكتور حسين فهو من أمهر تلامذتي الأطباء وله مستقبل بارع 
قالت ناهد في ابتسامة هادئة :
--- أهلا بيك يادكتور ....علي العموم حظك حلو يا سيدي دايما زهير بيكلمني عنك وعن شطارتك أيام الدراسة لما كنت دايما تطلع أول دفعتك ....وكمان بعد ما اشتغلت معاه في المستشفي ......
ثم وجهت حديثها صوب ابنها صلاح وهي تقول متمنية : 
-- عقبال ما أشوفك كدة يا صلاح دكتور شاطر زي الدكتور حسين !!
وما هي الا لحظات حتي جاءت الخادمة لتخبر الهانم بأن العشاء جاهز ..فانتقل الجميع الي المائدة الكبيرة التي كانت تحتوي علي أشهي المأكولات والشراب .....وما أن فرغوا ..حتي استأذن زهير من زوجته وولديه مصطحبا ضيفه العزيز !! الي غرفة مكتبه الخاصة ...وهي أقرب الي قاعة كبيرة تضم بين جنباتها مكتبة طبية ضخمة وأخري ثقافية وفي ركن متميز منها يقع مكتب فخم كبير ومن خلفه نافذة كبيرة مطلة علي حديقة زهوره النادرة ...وبعد أن أتت الخادمة بفنجانين من القهوة أمرها زهير بألا يدخل عليهما أحد مهما كان ...حتي لو كانت ناهد هانم نفسها ........لحظات وفرغا من تناولهما القهوة ...بدأت مفاجآت زهير تتوالي علي حسين الذي ما زال علي حاله المنبهرة ..والتي لا يصدق فيها نفسه وكأنه في حلم جميل حتي فاجأه الدكتور زهير بقوله : 
-- شوف ياحسين ....اذا كنت تريد الصعود الي أعلي ...فيجب عليك ألا تنظر الي أسفل قدميك ...واذا كنت تريد أن تنطلق الي الأمام فلا تنظر خلفك أبدا ..أنا أعلم جيدا أنك طموح وأعلم جيدا حقيقة علاقتك بأبويك ...خصوصا عندما أتي اليك أبوك في صباح أمس ..الحاج محفوظ الشرقاوي لكي يعيدك اليه والي أمك ..والي أهل عزبتك في الريف ...ولكن التضحية هنا وبرغم قسوتها ...لابد من حدوثها ..فلكل نجاح ضريبة ..خذ مثالا بي ..
( نظر اليه حسين باندهاش في تساؤل بلا كلمات وبعيتين لامعتين كيف عرفت ذلك ؟ ومن تكون انت ؟) قطع حسين الصمت وتابع قائلا :
-- فعندما أردت النجاح في بداية حياتي وضعت قلبي تحت قدمي ...وكانت ظروفي في مثل ظروفك تماما ....فكان أيضا والداي عقبة في طريق نجاحي لم أعد اليهما رغم أنني دعوتهما للعيش معي .....
قاطعه حسين قائلا : 
--- أنا والله عرضت علي ابي ذلك الامر ..دعوته ان يحضر هو وامي الي هنا كي يكونا في رعايتي وتحت ناظري الا انه رفض وبشدة !!!!
--- أعرف ...انا ايضا ابي وامي رفضا ذلك وباصرار أيضا ...وضحيت بذلك حتي فارقا الحياة ...وبدأت أنهل من العلم حتي حصلت علي الدكتوراه ووصلت الي ما وصلت اليه الآن من مركز مرموق في المجتمع الا أن هذا كله لم يكن كافيا .....
قاطعه حسين بابتسامة صامته قائلا : 
-- معقول بعد كل النجاح ده والسمعة الكبيرة دي والعالمية التي وصلت اليها ...؟!!!! دي طريقتك في جراحات القلب المتعددة بتدرس في جامعات اوربا وامريكا ...و..
قاطعه زهير وهو يربت علي كتفه مقتضب الوجه قائلا : 
--- لا لم اكن قد وصلت بعد الي منتهي منتهي حلمي وطموحي فبالرغم من أنني في نهاية الخمسينات من عمري ..الا أنني أشعر بأنه لزاما علي تحقيق المزيد ..والمزيد من هذا الطموح ....والنجاح يولد النجاح ......فالحياة لن نحياها الا مرة واحدة في عمر قصير ...وما رأيته اليوم في غرفة العمليات ..ما هو الا قليل من كثير ......
سكت زهير لحظات ملتقطا أنفاسه بعد هذه الكلمات الطويلة ثم نظر الي حسين الذي تفتحت عيناه ...جيدا وقال بفضول : 
--- اتفضل يا دكتور أكمل كلامك ..كلي آذان صاغية ...حقيقة أنا منبهر بك ...وبما تقول ...لانني اتخذتك قدوة لي في حياتي منذ رأيتك ...فأنت الأب الروحي لي ...ومعلمي ...وأعاهدك علي كتمان كل أسرارك ....
تخلي زهير عن حذره بعد صمته المشوب بالتردد ...ثم تابع قائلا : 
-- أنت تعلم جيدا أن مستشفي زهير التخصصي الذي أمتلكه ويحمل اسمي هو أكبر مستشفي تخصصي في مصر ...والشرق الأوسط ..ولك أن تتخيل كم كانت تكلفة انشاء هذا العملاق الطبي ؟!!!
رد عليه حسين في دهشة : 
-- كتير جدا يا دكتور كتير ..
-- وهل تعتقد أنني كنت أمتلك تلك الأموال اللازمة لانشائه ؟ أو أنني طلبت من الحكومة التي تكاد ان تعلن افلاسها قريبا اي مليما أحمر لمساعدتي ؟ أو أنني أخذت قرضا من بنك أو خلافه ؟ 
-- موش عارف ...أكيد حضرتك بعت أطيان أو ورثت ارثا عن ابيك 
ضحك زهير ساخرا ...وقال : 
-- لا هذا ولا ذاك ...خذ بقا المفاجأة التانية ...أنا أعمل في شبكة دولية كبري عالمية مقرها في امريكا وبتمويل من المخابرات الامريكية ال c I A ..وهدفها الرئيسي والاساسي تغيير الانظمة الحاكمة في بلدان الشرق الاوسط ودول الخليج وان القادم سيكون رهيبا ..ورهيبا جدا ..وأن مديرها العام هو الدكتور جاك ...أكبر جراح متخصص في جراحات القلب بلا منازع وهو نفسه صاحب أكبر مركز أبحاث ضخم يعمل علي استنساخ البشر ومعه فريق ضخم من أطباء عمالقة في كل التخصصات ...وهذا المركز يحتاج الي أعضاء بشرية بأعداد هائلة لكي تلبي احتياجات الأغنياء المرضي الذين يقدمون الغالي والنفيس من أجل انقاذ حياتهم وحياة .....) ............................................................................................
عفوا الي هنا نكتفي بهذا القدر ...وغدا بمشيئة الله تعالي نستكمل المسيرة في الحلقة الخامسة عشرة والتي تحمل مفاجآت مدوية .....فالي اللقاء ...
..........................................................
تحياتي لكم / الكاتب 
عاطف عبد الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق