الجمعة، 2 يونيو 2017

قصيدة " سأقرع الباب " بقلم الشاعر الراقي : عبد الرحمن حمدونة


'' سأقرع الباب  '' 



نعم سأقرع باب مَنزِلُنا ..

ﻻ فيه انس .. وﻻ فيه جان ..

فيه بقايا عمر ..

فيه ذكرى من كل أمر ..

استأذن أحزانهُ أن أدخل ...

إليهِ من كل ثقب سأنظر ..

سأعد حبات الغبار على الشبابيك ..

وأراقب أثار أقدام المشاة ..

وأسحب أنفاسي على الأعتاب ..

سأدق مجدداً على الأبواب ..

وأتربع على حافة الوداع الذي سبق ..

يا منزلي .. لمَ القلق ..

ما خنت فيك العمر ..

ما غاب عن بالي فيك ..

رائحة الصبح أو الشفق ...

مُفتَاحُك ما زال معلقاً في العنق ..

كل يوم يزداد ثقلا ..

تتراكم عليه ادمعي ..

تتسطر عليه غربتي ..

وأُبكِيك كل يوم ..

سنةٌ مضت.. سنةٌ أتت..

سأقرع الأبواب ..  يا جيراني .. لمَ للقلق ..

لي داخل الغرف .. أكوامٌ من الأحبار والورق ..

لي داخل المنزل .. أول طفلٍ انجبته ..

أول عرق نعنع زرعته ..

وأول دفتر اشتريته ..

وأول يوم جامعي ..

وأول حلم ثوري ..

وأول رواية عن العشق قرأت ..

وأول قصيدة عن الوطن كتبت ..

لي في منزلي وطن ..

لي فيه منامٌ وسكن ..

لي فيه عمرٌ من السعادة ..

عمرٌ من الشجن ..

لي فيه شمعة وياسمينة ..

ودمية حزينة ..

وفنجان قهوة مر ..

ما أشبع دمي من كافيين البقاء بعد ..

سأقرع الباب سأقرعه .. نعم

.. 

بـقـلمــہ عبد الرحمن حمدونة 

عےـــــــــــبــــــدــ.ے®™

.. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق