السبت، 28 يناير 2017

خاطرة " حديث وغربة " بقلم الكاتب : عبد الرحمن حمدونة

'' حديث وغربة ''
قالت له :
الغربة أن تشعر أنك غريب عن نفسك...
هناك فواصل تقف بينك وبينها...
هناك سدود تقطع التواصل وقد نحب أنفسنا
في شخص آخر كما نحب عمرنا في أعمار غيرنا
إن الغربة ليست ظواهر هجرة أو بعد أو فراق
فليس كل مهاجر غريبا وليس كل غريب من ودع أرضاً أو وطنآ
لأننا قد نصبح غرباء ونحن لم نودع اوطاننا
وقد نهاجر وإن كنا مقيمين ماقيمة أن نحب وكل الأشياء حولنا لاتؤمن بالحب
ماقيمة أن نتمسك بالأمانة ونحن نعيش بين اللصوص أو نتمسك بالشرف
في بيوت السوء كل هذه الأشياء تجعلنا دائما غرباء....
..
قال لها :
الغربة عدو يطعن بنا من كل الجوانب
في الغربة الاحلام ماتت ......ذ
ومن الاماني من غير وداعا رحلت
فتركت في عيوننا حزن
وفي قلوبنا الم وعذابات
كم من الاحلام ماتت ......
والسبل ضاقت
والفصول اجتمعت في الشتاءات
كم من الاحلام ماتت ......
فاصبحنا في آخر الدرب في آخر النهايات
بين لعنة الغربة وصمت الذكريات
..
بـقـلمــہ عبد الرحمن حمدونة
عےـــــــــــبــــــدــ.ے®™
..
 

الجمعة، 27 يناير 2017

خاطرة " أفكار شاردة " بقلم الكاتب : عبد الرحمن حمدونة

‘‘ أفكار شاردة ‘‘
..
الأعمار لا تقاس بالسّنين ... إنّما بالغربة
عمرك هو عدد الأفكار التّي لم يعد يؤمن بها إلّاك .. وهذا ما يسمّى بالغربة
وفي جردِِ بسيط للعمر الذي مضى
يمكنني القول أنّ مرورك السّريع في حياتي كإلتماعة برق أضاء ليل الغريب ..
كان أعظم أسباب الدّهشة ..
بعد ليلة عصيبة ... كادت أن تجعل من هذا اليوم هو الأجمل .. تجلس بالقرب من المدفأة ..
أراقبها بجنوني مستلقيةً بالقرب منّي وكعادتها تدخّن ببلاهة ..
أراقبها بصمت .. أبتسم ... تبدو أكثر نضجاً الآن .. وأكثر جمالاً ..
وأكثر قدرة على جعل حياتي أقصر .. وكطفلة مدلّلة تشاكسني بمتعة ..
تأمرني أن أفرغ صحن سجائرها فأفعل صاغراً ..
وحده جنونها إستطاع أن يشرح لي لذّة أن آكون عبداً
تمسك هاتفي الأزرق .. تضغط أربع أزرار بسرعة .. أعتقد أنّها كتب " أحبّك " ..
ألمحها تبحث عن إسمها في قائمة الأسماء ..
يجفلني قرارها المتسرّع .. أستعيد هاتفي منها عنوة ... حتى أحذف ما كتبت
ولكن كلمة ‘‘ أحبّك ‘‘ سرقتني من كل من حولي
..
وتلّوت عليها أبيات قصائدي المبعثرة
..
أنت لي ..أحلى أمانيّ ... وأحلام شبابي
أنت لي ..شوق البوادي المنسيّات العذابِ
أنت لي ..عمر النّدى ..في الرّبيع المزهرِ
أنت لي ..فيض الهناء ..وصفاء المنهلِ
يغمرني صوت فيروز بكثافته .. بكثافة الحبّ فيه ..
فيروز ... وككائن دخيل على بشاعة هذا الكوكب ..
وبغضّ النّظر عن الأسباب التي تجعل من صوتها منّ كائن حيّ منساباً كأغنية ..
أفكّر بصوت هائل :
لماذا غنت فيروز ‘‘ حبيتك تنسيت النوم ويا خوفي تنساني ‘‘ .... ؟؟؟
ترد عليي قائلة : ‘‘ أنا لحبيبي وحبيبي إلي ‘‘
..
بقلم : عبد الرحمن حمدونة
عےـــــــــــبــــــدــ.ے®™
..

خاطرة '' هلاميات مبعثرة '' بقلم الكاتب : عبد الرحمن حمدونة


'' هلاميات مبعثرة ''
..
في الذّكرى السبعين لوفاتي ..
أترقّب جثّتي على مهل ..
أتسائل عن أسباب عدم جدوى جميع الوسائل
التي سبق لي مشاهدتها خلال متابعتي لأفلام الزّومبي
من إنهاء معركتي مع هذا الوجود ..
أتذكّر جيّداً كلّ ثانية ...
القبلة التّي تركتها على حائط غرفة العناية المركّزة
في أحد المشافي راجياً روحي أن تبقى هنا ,,
رغم يقيني أنّ روحي آثرت الرّحيل قبل وصولي بساعة على الأقلّ ,,
كان على كوب الشّاي الذّي تشاركته معها
في فجر السّادس عشر من تشرين الثّاني
في ذاك المنزل القديم وبناءً على برودة الطّقس يومها أن تدرك أنّها الأخيرة ..
كان على أحدنا الإنتباه أنّ الضّباب المتشكّل حينها على زجاج السّيارات
كان وبلغة غير مفهومة يحاول الصّراخ لنا أن تعانقوا فهذا موعدكم الأخير ..
في الذّكرى السبعين لوفاتي ..
أفتّش في google عن العمر الوسطي لجثّة ما زالت تمشي على قدمين ...
وتحلم بين الحين والآخر ؟
فأصطدم دون قصد بشرح مفصّل عن الكائنات الهلاميّة الخالية من العمود الفقري ..
"أصبحت جثّتي هلاميّة " ... أدخّن مبتسماً ببلاهة ممّا توصّلت إليه ..
في الذّكرى السبعين لوفاتي ...
سأكتفي بالنّقش على قبر جثّتي :
" آمن تنتصر ".. يجاورها قوله تعالى في سورة الإنفطار :
إذا السّماء انفطرت .. وإذا الكواكب انتثرت .. وإذا البحار فجّرت ..
وإذا القبور بعثرت ..علمت نفس ما قدّمت وأخّرت ... ياأيها الإنسان
..
#عبدالرحمن
بـقـلمــہ #عبد_الرحمن_حمدونة
عےـــــــــــبــــــدــ.ے®
 

الخميس، 26 يناير 2017

خاطرة " عن الحرب وعملية النّسغ الكامل " بقلم الكاتب : عبد الرحمن حمدونة

عن الحرب وعملية النّسغ الكامل ..
..
ما زلت أعتقد أنّ الإبتسامة الوحيدة القادرة على إدهاش جثّتي هي ابتسامة سخرية صادقة
سأجدها خلال حفري لقبور من صدّقوا وعود الحياة ..
حسناً ..
لا داعي لتتحقّقي من ضحكتك الآن ..
ودعك من نظريّاتك حول البحر وإعادتي بنفس حالة العطش ...
فالذّين أغروا النّهر بالعطش يا عزيزتي ماتوا على ضفافه ..
في الحرب .. الرّصاصة قاتلة .. في كلا الإتّجاهين قاتلة ..
ولن تفهمي أبداً كيف أقتل نفسي بالحبّ .. أو أقتلك باللّا مبالاة ..  

في ذات اللّحظة
ما زال صديقي مصرّاً على إرتداء أنوثته من أجل صورة عارية لإحدى الجميلات ..
ولم يخبره أحدهم حتّى الآن أنّ غوغل كفيل الأيتام وأبناء السّبيل

سبق ذكرها في كتب الأوّلين : هناك أشهر لا تصلح إلّا للإنتصارات ..
تشرين القيمة المطلقة مثالاً .. وعلى سبيل النّصر ..
حماه .. حلب .. ريف دمشق .. رحيلك ..!!

أخبرتني حبيبتي أنّي عديم الفائدة بالإضافة لإصابتي بالجنون ..
وكانت تعتقد أنّها بهذا الإكتشاف حقّقت ما لم يحقّقه فرويد ولا نيتشه ..
قوله تعالى في سورة النّمل : فتبسّم ضاحكاً من قولها "

لجهاز اللّاسلكي قدرة رهيبة على إعادة ترتيب الأوجاع ..
وكأنّه حين تصدر منه الأوامر ببدء التّحرك بعيداً عن دمشق تصدر من راديو السّيارة أغنية فيروز :
شو بخاف دقّ عليك ... وما لاقيك .
..
تتمة المشهد
السّاعة الآن أرنبة و إحدى عشر دقيقة بتوقيت القلب الممتلىء بكِ .. وبعض الرّصاص .
عفواً أربع خيبات وبعض شظايا غيابكِ ..
وعلى فيروز أن تنهي خلال أربع دقائق ما ملخّصه التّالي :
يا ريت بيتك كان منّو بعيد ...
والباب تحت البيت مش حديد ..
بلحظة بلاقيك .. بطلع أحكيك ..
حبيبي ... تإقدر موت مرتاح .

الوضع الرّاهن :
وأثناء إنشغالها بإقناعه أنّ عليه نسيانها ... كان موته مضّطرباً .... 

مات عارياً من صوتها ..!!
..
#عبدالرحمن
بـقـلمــہ : عبد الرحمن حمدونة
عےـــــــــــبــــــدــ.ے®™
..


..

الثلاثاء، 24 يناير 2017

قصيدة " خربشات إملائـية " بقلم الشاعر الكبير : عبد الرحمن حمدونة

" خــــربـــشــات إمـــلائـــيـــة "
.........................................
عن ماذا أبحث ..؟
هل عن ..؟
أو عن ..؟
لا أملك شيئاً عزيزي الجمهور سوى ..!
لأني ..!
كيفما .. أذهب وأبحث لا أجد غير ..!
وغيرك أبحث عنه ..
لأنك ..
سأقول لكِ ..!
بحثت في جميع أرجاء .. المكان
لا ... ليس عن ..!
بل عن الحقيقة الجوفاء .. و ..!!؟
نعم عن الحرية بحثت وعن التاريخ بحثت .. و .. بحثت ..
حتى أصبح بحثي يعطى للطلاب في المدارس والجامعات
ومعظم معاهد اللغات
والجميع يبحث ..
الجميع يرقصون على الكلمات
ويطربون من صوت الحروف على النقاط
هنا نقص في الكلام في بحثي المستمر ..!
عن ماذا ... أم .. ماذا ... أبحث ..؟؟!!
الجميع مستغرب ومستهجن ماذا يحدث ..
لا يعرفون معنى كلمة ... أبحث .!
هكذا أنا عزيزي الجمهور لا أكتب جملة كاملة من غيرها
بحثت في مساجد يوم الجمعة وفي خطبة الحبيب المجيب ..!
ولن أكتفي بهذا فذهبت أبحث في كنائس الأحد والأجراس تقرع .
بحثت في المياه المعمدة والياسمين ..!!
لم أجد شيئاً أين اختفت ..؟
وجميع ضباط الجيش وعناصر قوى الأمن الداخلي تبحث معي ..!!!
سألتهم .. عن أي شيء تبحثون ..؟
ردوا بصوت واحد ((( نبحث عنك ))) ..!!
ضحكت أنا وقلت لن تجدوني أبداً ..!!
فأنا أبحث وسأبحث حتى أجدها ..
سخروا مني وقالوا لن تجدها أبداً .. ما دمنا نبحث عنك ..!!
هم قالوا أنهم يبحثون عني .. وأنا قلت سأجدها
قالوا بغضب : لن تجدها ما دمت هنا
قلت : ((( سأجدك يا نفسي ويا ذاتي ))) ...!!!!!!!
نعم سأبحث عن ذاتي حتى أجده
صرخت بهم سأجد ذاتي ما زلت مصراً على البحث .!!!
اعتقلوني حكموا علي بالسجن المؤبد ..
أخبروني أنهم وجدوا ذاتي ..!!!
قهقهت وقلت : وبعد أن وجدت ذاتي وحصلت عليه ..
فـــقـــدت ((( عـــنــــي ))) ..!!!
وعندما أنتهي من فترة الحكم سأبحث عنك ... يا ( عني )
والبحث مستمر
سأبحث عن ( أنــــا )
أنا .. إنسان فقير معدم الحال إنسانُ
لا أملك أراضي ولا فواكه استوائية ولا شجر سنديانُ ..
عندي عاطفةٌ ملساء وعينان سوداوين وعمري ..!!
وما هو عمري ..؟
عمري ..!!
أي متى ولدت وكم سأبقى ولكن أنا للآن لم أولد ..!!
وأسمي ...!!
وما أدراني ما هو إسمي ..؟؟
وإن أخطأت بلفظ إسمي بتسعة حروف أفقية التكوين .. !
العين .. عين .. !!!
والباء .. باكية ...!!!
والدال .. دارت بي الدنيا ..!!!
والألف .. أنا .. هل مازلت إنسانُ ..؟
واللام .. لا حول لي ولا قوة ..!!!
والراء .. لها حكاية أخرى ...!!!
والحاء .. حاولت البحث وفشلت .. حاولت .. وسأبقى ..!!!
والميم .. مجنون .. أنا.. بماء الحب محلول ..!!!
والنون .. نون النسوة وأنا ومن أحب التقينا صدفة ومن أجمل الصدف
ومحال لهذا العشق الذبول .. و استحالة تجربة البعد والهجر و النسيانِ ..!!!
إسمي وإن أخطأت بلفظ إسمي بتسعة حروف أفقية التكوين ..!!!
" عــــبــد الــرحــمـــن ...!!! "
..
بـقـلمــہ عبد الرحمن حمدونة
عےـــــــــــبــــــدــ.ے®™
..

خاطرة " تسالني حبيبتي " بقلم الكاتب : عبد الرحمن حمدونة

تسألني حبيبتي  كعادتها ماذا كتبت اليوم يا حبيبي ..؟
أقول بيني وبين نفسي :
..
إني أكتب للكُتاب .. أكتب لهم بلغتهم
 اجلس ساعات أستحضر الآلهة وما وراءها
وبحور الحروف وأوزانها لتخط حرفاً وتخلده ثم ترحل ،،

أقرأ آلاف الألاف من مخطوطات الفلاسفة أو اوهام الشعراء
كل هذا لن يجدي نفعا ..
لن يجعل من سيفي ماضياً
وسط مسالخ الحياة ودماؤها ..
وأخيرا يا حبيبتي
 القلم والكتابة في زماننا لا يطعمون خبزاً
ولا يعلمون قيماً ولا يولدون شعباً كامل الاعراق
..

بـقـلمــہ عبد الرحمن حمدونة
عےـــــــــــبــــــدــ.ے®™
..